DE

اليوم العالمي للاجئين
ما بعد التضامن – نحو التمكين والحرية

World Refugee Day

في كل عام، يُذكرنا اليوم العالمي للاجئين بصمود ملايين الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم بسبب النزاعات أو الاضطهاد أو الأزمات. إنه يوم لتكريم شجاعتهم، ولكنه أيضاً لحظة للتفكير – بشكل نقدي وبنّاء – حول كيفية قيامنا، كأفراد ومؤسسات، بما يتجاوز التعبير عن التضامن. علينا أن نتحرك. علينا أن نمكّن.

تظل منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تأثراً بالنزوح. واعتباراً من عام 2025، تستضيف المنطقة ملايين اللاجئين، بمن فيهم أكثر من 5.4 مليون لاجئ سوري مسجّل في دول الجوار مثل لبنان وتركيا والعراق والأردن. ويُضاف إلى ذلك مجتمعات اللاجئين الممتدة منذ عقود من فلسطين والعراق والسودان واليمن – كثير منهم يعيشون في حالة نزوح مطوّلة منذ سنوات طويلة.

ويُعتبر الأردن مثالاً بارزاً لدولة تحافظ، رغم مواردها المحدودة، على التزام إنساني مستمر. فهو يستضيف حالياً أكثر من 740,000 لاجئ مسجل – غالبيتهم من سوريا – بينما تُقدَّر الأعداد الفعلية للأشخاص النازحين بأكثر من 1.3 مليون. ومن بينهم أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجّل، كثير منهم يقيمون في مخيمات مثل مخيم البقعة، الذي يُعد الأكبر في الأردن والمنطقة.
 

 "ومع ذلك، يعيش معظم اللاجئين في الأردن — أكثر من 80% — خارج المخيمات، في مجتمعات حضرية وريفية، يواجهون تحديات يومية مثل البطالة، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، وفرص التعليم المحدودة. إن صمودهم استثنائي، لكن لا ينبغي تمجيد هذا الصمود بشكل رومانسي — بل يجب أن يُقابل بالمسؤولية."

Baqaa

Baqaa Camp — the largest Palestinian refugee camp in Jordan.

في مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، نؤمن بأن الحرية ليست رفاهية يُطالَب بها، بل حق إنساني يجب صونه. ويقع هذا الإيمان في صميم عملنا مع مجتمعات اللاجئين في الأردن. لا ننظر إلى اللاجئين كمجرد فئات ضعيفة، بل نراهم قادة مستقبليين، وروّاد أعمال، وعوامل تغيير – أشخاص يمتلكون إمكانات غير مستثمرة يمكنها أن تزدهر وتُسهم بفعالية في المجتمع إذا أُتيحت لهم الأدوات والفرص المناسبة.

تحت إشراف ليليان حداد، مديرة المشاريع في قسم اللاجئين، طورت المؤسسة سلسلة من المبادرات المؤثرة التي تدعم اللاجئين من خلال نهج مجتمعي طويل الأمد. ومن خلال برامج مثل STEPNAU، نزوّد اللاجئين بمهارات عملية، وتدريب على الأعمال، وأدوات العمل الحر، ودعم في التطوير الشخصي. لا يعزز البرنامج التمكين الاقتصادي فحسب، بل ينمّي الثقة بالنفس، وروح الترابط، والشعور بالهدف.

أما المبادرات الموسمية، مثل سوق عيد الميلاد للاجئين وبازار رمضان، فتوفر للاجئين الحرفيين ورواد الأعمال منصات حقيقية لعرض وبيع منتجاتهم اليدوية، ومشاركة ثقافاتهم، وتوسيع قاعدة عملائهم. فهذه المساحات ليست أسواقاً فحسب، بل هي فرص للكرامة، وسرد القصص، والتضمين.

 

Refugees

Refugee participants during the Christmas Refugee Market and the STEPNAU programme.

في FNF الأردن، شهدنا عن كثب القوة التحويلية للدعم المجتمعي. رأينا حرفيين شككوا في مسارهم ذات يوم، يتحولون إلى أصحاب أعمال مستقلين. ورأينا مشاركين شباباً يتطورون من مترددين إلى قادة واثقين. هذه القصص ليست استثناءات – بل أدلة على ما يمكن أن يحدث حين تلتقي الحرية بالفرصة.

في هذا اليوم العالمي للاجئين، ندعو الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والأفراد، إلى ألا يكتفوا بالوقوف مع اللاجئين، بل أن يسيروا إلى جانبهم. لندافع عن سياسات شاملة، ونستثمر في مهاراتهم، ونُضخّم أصواتهم، وندعم حقهم في العيش بحرية وأمان، أينما وُجدوا.

لأن الحرية لا تعني شيئاً إن لم تكن متاحة للجميع.