الأسبوع الثاني من مدرسة ناومان للسياسة

تعزيز الحوار والثقة

شهد الأسبوع الثاني من مدرسة ناومان للسياسة (NSOP) تفاعلًا أعمق وتأملًا أوسع وتجربة عملية أكثر واقعية. فبعد أن وضع المشاركون الأساس النظري في الأسبوع الأول، عادوا بحماس أكبر للربط بين الأفكار الليبرالية والتواصل العملي، عبر جلسات ركزت على التعبير الواضح، والحوار المفتوح، وبناء الثقة كقادة ليبراليين في المستقبل.

من الأفكار الليبرالية إلى الممارسة الليبرالية

افتُتح الأسبوع بجلسة ثرية مع رمزي خوري، قدّم خلالها فهمًا أعمق لليبرالية في السياقين الأردني والإقليمي. من خلال النقاش المفتوح، طُرحت أسئلة حول العلاقة بين الحرية والمسؤولية وأهمية الحوار في السياسة الليبرالية. وقد أتاحت الجلسة للمشاركين فرصة تحليل أمثلة واقعية وتبادل وجهات النظر حول كيفية تحقيق التوازن بين حرية الفرد والمصلحة العامة. هذا التفاعل شكّل قاعدة قوية لبقية الجلسات، مؤكدًا أن الليبرالية ليست مجرد فكرة تُدرَّس، بل أسلوب تفكير يُمارس ويُعاش.

فن المقابلة

انتقل المشاركون بعد ذلك من النظرية إلى التطبيق، حيث ركز اليوم التالي على مهارات التواصل — وهي جوهر القيادة الفعالة. مع رمزي خوري، استكشف المشاركون فن المقابلة وكيفية صياغة الأسئلة الذكية، والحفاظ على الوضوح، وبناء حوار يعتمد على الإنصات والفهم المتبادل. وقد أبرزت الجلسة كيف يمكن للقيم الليبرالية مثل الاحترام والتعاطف والانفتاح أن توجه الحوار السياسي نحو مساحات أكثر إنتاجية.

في فترة بعد الظهر، انتقل المشاركون إلى تمرين عملي لترجمة هذه المفاهيم إلى تجربة واقعية. بمشاركة قيس زيادين، دخلوا في بيئة محاكاة للمقابلات — الأضواء، الكاميرات، والأسئلة جاهزة. أُتيح لهم أن يجربوا دور المحاور والمُحاوَر، مما عزّز قدرتهم على التفكير النقدي والتعبير بثقة والحفاظ على التوازن أثناء الحوار. وقد وفّر التمرين لمحة حقيقية عن طبيعة التواصل السياسي، حيث تتكامل الوضوح والتعاطف والثقة في بناء حوار فعّال.

من النظرية إلى التطبيق

في اليوم الثالث، امتلأت القاعة بأجواء من العمل الجماعي والتركيز. واصل المشاركون تطوير مشاريع المقابلات الخاصة بهم، صقلوا الأسئلة، وتبادلوا الملاحظات، وقدموا أفكارهم ضمن مجموعات متعاونة. تحوّل المكان إلى مساحة للتفكير والنمو، حيث نضجت الأفكار من خلال الحوار لا التلقين. ومع كل نقاش، اكتسب المشاركون فهمًا أعمق — عن أنفسهم، وعن القيادة، وعن كيفية تجسيد المبادئ الليبرالية من خلال الممارسة الفعلية والتبادل الفكري البنّاء.

نحو الأسبوع الأخير

مع ختام الأسبوع الثاني، غادر المشاركون بشعور أكبر بالثقة والانتماء — سواء تجاه بعضهم البعض أو تجاه القيم التي تشكل جوهر الديمقراطية الليبرالية. المزج بين النقاشات الفكرية والتطبيق العملي منحهم أدوات جديدة للتعبير والمشاركة في الحوار بروح من الحرية والاحترام.

ومع اقتراب الأسبوع الأخير، تقترب مدرسة ناومان للسياسة من تحقيق هدفها: إعداد جيل قادر على القيادة من خلال الحرية، والحوار، والفهم المتبادل.