توديع متدربينا
ثلاثة أشهر، وذكريات لا تُنسى
توديع متدربينا
على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، أصبح خمسة متدربين متفانين جزءاً من عائلة المؤسسة. فمن المؤتمرات السياسية في مدن الأردن إلى الفعاليات الإقليمية التي جمعت مشاركين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانوا إلى جانبنا — يتعلّمون ويقدّمون مساهماتهم ويصنعون ذكريات ستبقى معنا. وبعيداً عن عملهم الجاد، أضفوا على المكتب روحاً مليئة بالفضول والضحك والطاقة التي لا يجلبها سوى المتدربين.
ويمثل هذا الوداع أيضاً محطة مهمّة:
-
بالنسبة لزينة، وجنان، وفراح، شكّل هذا التدريب ختام عامهم الثالث والأخير معنا.
-
أما روزيت وإسراء، فقد أنهتا عامهما الثاني، ولا يزال أمامهما عام أخير قبل أن تُختتم رحلتهما مع المؤسسة.
التعرف على رحلتهم
وللاحتفاء بنهاية فترة التدريب التي امتدت لثلاثة أشهر، طرحنا عليهم بعض الأسئلة الممتعة والهادفة:
-
ما هي أكثر اللحظات التي بقيت في ذاكرتهم؟
-
أي مشروع أو مهمة يفتخرون بالمساهمة فيها؟
-
ما هي أطرف أو أكثر المواقف غير المتوقعة التي عاشوها؟
-
أي رمز تعبيري (إيموجي) يلخّص تجربتهم؟
-
وأخيراً، إلى أي زميل يرغبون بتوجيه شكر خاص؟
إجاباتهم لم تروِ فقط قصص ما تعلّموه، بل عكست أيضاً روح العمل الجماعي والدعم والمرح التي تميّز بيئة مكتبنا.
زينة الشرابي
خلال فترة تدريبها، سنحت لزينة الفرصة للسفر عبر مدن الأردن — من إربد إلى المفرق وصولاً إلى الكرك — حيث ساهمت في تنظيم المؤتمرات السياسية. وكانت هذه المحطات، إلى جانب العديد من إنجازاتها خلال ثلاث سنوات في المؤسسة، مصدر تجارب ثرية وآفاق جديدة.
وقد استمتعت بشكل خاص بالمشاركة في الفعاليات الإقليمية الكبرى لمشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووصفتها بأنها مثيرة ومثمرة: «لقد جمعت مشاركين من مختلف أنحاء المنطقة، وتعلّمت الكثير من هذا التنوّع».
أما المواقف الطريفة، فقد تذكرت زينة إحدى اللحظات في الكرك، حين لم يصدق رئيس البلدية أنها منسّقة للمؤتمر لصغر سنها وهيئتها، مما أضحكها وأجبرها على إثبات ذلك.
وترى أن الإيموجي 👩💻 يلخص تجربتها، إذ كانت توازن بين مشاريعها وأطروحتها الجامعية. ووجّهت شكرها الخاص إلى ياسمين النجداوي، منسّقة مشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي وصفتها بأنها موجّهة ومرشدة لطالما قدّمت لها الدعم والنصح المهني والحياتي.
جنان الفروجي
تتذكر جنان تنوّع الفعاليات التي حضرتها عبر الأردن، من عجلون إلى البحر الميت. «كل فعالية منحتني تجربة فريدة»، كما أوضحت، مشيرة إلى قيمة التفاعل مع المشاركين والتعرّف إلى وجهات نظرهم المختلفة.
ومن أبرز محطاتها مشاركتها في تنظيم فعالية «خرائط الطريق الريفية» مع مشروع الاتحاد الأوروبي «باف»، حيث تولّت للمرة الأولى مسؤولية كبيرة وألقت كلمة افتتاحية يومياً. «كنت سعيدة للغاية لأن كل شيء سار على نحو جيد»، قالت بفخر.
كما تحتفظ بذكريات خفيفة الظل من المكتب: «في أحد الأيام المزدحمة، قررنا تشغيل بعض الموسيقى لتخفيف الضغط، ولم أتمالك نفسي من الضحك على تصرفاتنا الطريفة ونحن نحاول تجاوز التوتر».
وترى أن ☕️ يلخص تجربتها كتدريب مليء بالقهوة المثلّجة في صيف حافل. وقدمت شكرها إلى ليليان حداد، مديرة مشروع قسم اللاجئين، التي أشرفت على تدريبها، ووصفتها بأنها كانت مصدر تشجيع دائم وفرصة للنمو على المستوى الشخصي والمهني.
فراح الشوبكي
بالنسبة لفراح، كانت مشاركتها في أول فعالية مع «نوسِم» نقطة تحوّل وخروجاً من منطقة الراحة. «لقد دفعت نفسي إلى الأمام، ولن أنسى تلك اللحظة أبداً»، قالت.
وتفتخر بشكل خاص بمساهمتها في مشروع «بيتزا توك»، الذي شهدته يكبر من مجرد فكرة إلى مبادرة قائمة ومستمرة حتى اليوم.
لكن لم تكن كل اللحظات جدّية. فقد روت مبتسمة: «في أحد الأيام المزدحمة، وجدت نفسي أعمل من تحت المكتب، وسرعان ما تحوّل الموقف إلى موجة من الضحك في المكتب كله».
وتختصر تجربتها بالإيموجي 👯♀️ رمزاً للصداقة والدعم المتبادل بينها وبين زينة وجنان، اللتين وصفت تجربتها معهما بأنها لا تُنسى.
أما شكرها الخاص، فكان لهايثم الطوالبة، رئيس قسم الاتصالات والإعلام الاجتماعي في الإقليم، الذي وصفته بالصبور والداعم والمقرّب من الجميع. «لقد كان بمثابة أخ أكبر لنا — دائماً يقدّم النصائح، ويخفف الأجواء بالضحك، بل وأعارنا مكتبه لثلاثة أشهر كاملة»، قالت.
روزيت حدادين
بالنسبة لروزيت، كانت مشاركتها في فعاليات المؤسسة، ولا سيما الاحتفال بالذكرى الأربعين، أبرز ما تتذكره. «كان حدثاً استثنائياً، وسعيدت لأنني كنت جزءاً من هذا الإنجاز وشاهدت أثر عمل المؤسسة عن قرب».
وقد أعربت عن فخرها بمساهمتها في التخطيط لذلك الاحتفال، بدءاً من التنظيم وصولاً إلى دعوة الضيوف. «كان مثيراً أن أكون جزءاً من حدث بهذا الحجم، ورؤية جهودنا تتكلل بالنجاح».
ولم تخلُ تجربتها من مواقف طريفة. إذ تتذكر محاولتها الأولى مع آلة القهوة، حيث تحوّل الأمر إلى موقف كوميدي بمشاركة الزملاء.
وترى أن ✨ يلخص تدريبها، باعتباره فترة ملهمة ومليئة بالأفكار الجديدة. وخصّت بالشكر هايثم الطوالبة، الذي وصفت أسلوبه بالداعم والواضح والفعّال، مما جعل تجربتها أكثر غنى.
إسراء البطاينة
استمدت إسراء الكثير من ذكرياتها من حضورها مجموعة واسعة من الفعاليات — من جن بوليتيك والميديا هَب إلى الكورس الحر للشباب ومحاكاة جامعة الدول العربية، دائماً برفقة زملائها المتدربين.
وتفتخر بمساهمتها في أعمال التصميم للمؤسسة. «لقد كان رائعاً أن أساهم في صياغة الهوية البصرية لمشاريع مختلفة». ومن أبرز إنجازاتها تصميم شعار ومواد الهوية لمشروع الميديا هَب، إلى جانب تصميم شعار لمبادرة NYRI التي تعتز بها بشكل خاص، فضلاً عن إعداد شهادات ومواد بصرية لعدة فعاليات مثل الكورس الحر للشباب.
لكنها أيضاً تتذكر لحظات طريفة: «لن أنسى اليوم الذي اصطدمت فيه بالباب الزجاجي ظناً مني أنه مفتوح، وتحول الأمر إلى مزحة دائمة بين الزملاء».
واختارت الإيموجي 🌍 كتعبير عن تجربتها، لما وفرته من فرصة للتواصل مع أشخاص من خلفيات مختلفة وبناء شبكة من العلاقات.
وقدمت شكرها لمشرفتها، غلوريا الحلّاسة، مسؤولة الاتصالات في الأردن، ووصفتها بالداعمة والمشجّعة على الإبداع. كما شكرت هايثم الطوالبة على دعمه وتشجيعه المتواصل. «لقد تعلمت منهما الكثير عن الاتصال والهويات البصرية، وأنا ممتنّة لذلك حقاً».
ينما نودّع دورة التدريب لهذا العام، نشعر بمزيج من الفخر والامتنان. بالنسبة لزينة، وجنان، وفراح، انتهت رحلة استمرت ثلاثة أعوام. أما روزيت وإسراء، فما زلنا نتطلع إلى عودتهما في عامهما الأخير.
قد تكون الأشهر الثلاثة الماضية قد مرّت سريعاً، لكن أثر المتدربين سيبقى واضحاً في مشاريعنا وفي قلوبنا كفريق.
من أكواب القهوة المثلّجة التي لا تُحصى إلى الساعات الطويلة التي قضوها في مكتبنا، سنبقى نتذكر حضورهم بابتسامة.
وإلى متدربينا: شكراً على التفاني، وروح الدعابة، والإبداع الذي أضفتموه إلى أيامنا. نتمنى لكم التوفيق في مسيرتكم المقبلة — ستبقون دائماً جزءاً من قصة FNF.