DE

حرية التعلّم
قصة لُطُف في التعليم الشامل

Lutuf

من الرؤية إلى الأثر

في عالمٍ كثيراً ما يُقصي الأطفال الأكثر ضعفاً، تبرز قصة لُطُف كمثال على الشمول والإبداع والغاية.
طورت إسراء سحيتي، وهي رائدة أعمال لاجئة من إربد – الأردن، مجموعة من أدوات التعليم الممتع المصممة للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وصعوبات التعلّم. لكن لُطُف ليست مجرد منتج، بل جسر يربط بين الفهم والتمكين.

استُلهمت فكرة إسراء من تجربتها الشخصية كأم، إذ نشأت من رغبةٍ عميقة في جعل التعلّم أكثر سهولة ومتعة للأطفال الذين يحتاجون إلى دعمٍ إضافي. ما بدأ كحلٍّ لطفلٍ واحد، تحوّل إلى رسالة لمساعدة الكثيرين.

من خلال برنامج STEPNAU – وهو أحد المشاريع الناجحة التي ينفذها مكتب اللاجئين في الأردن – حصلت إسراء على الدعم اللازم لتحويل رؤيتها إلى خدمة مجتمعية واقعية. يهدف البرنامج إلى تجاوز مفهوم المساعدات القصيرة الأمد، عبر تمكين الشباب من اللاجئين والمجتمعات المحلية بالمهارات العملية، والإرشاد، والمساحات التي تساعدهم على تأسيس مشاريع شاملة ومستدامة.

بناء تعليم شامل، لعبة تلو الأخرى

كل أداة من أدوات لُطُف تجمع بين المرح والفائدة، إذ تساعد الأطفال على تحسين التركيز والتواصل وتطوير المهارات الحركية. لكن الابتكار الحقيقي لدى إسراء يكمن في الطريقة التي تنقل بها هذه الأدوات إلى الحياة: من خلال تدريب الأهل والمربين على استخدامها بثقة في المنازل والمدارس.

تضع هذه المقاربة زمام المبادرة في يد العائلات، لتجعل التعلّم أكثر استدامة وسهولة. تقول إسراء:

"أردتُ أن أبتكر شيئاً لا يساعد الأطفال فحسب، بل يُمكّن الأهل من أن يصبحوا جزءاً فاعلاً في رحلة نمو أبنائهم."

Lutuf

من الفكرة إلى التنفيذ

 

عند انضمامها إلى برنامج STEPNAU، شاركت إسراء في تقييمٍ للاحتياجات كشف عن أبرز التحديات: محدودية المساحة لعرض منتجاتها، ضعف الوعي المحلي، والحاجة إلى جلسات تدريب تجريبية.
استجابةً لذلك، وفّر البرنامج دعماً لتأجير مساحة تدريبية في مركز النجاح في إربد لمدة شهر – خطوة صغيرة أحدثت فرقاً كبيراً.

وخلال زيارة متابعة مع فريق STEPNAU، شاهدنا كيف حوّلت إسراء تلك المساحة إلى بيئة تعلّمٍ نابضة بالألوان والإبداع والرعاية. تفاعل الأهل والأطفال مع الأدوات بطريقةٍ جمعت بين المتعة والتعليم، ما عكس الأثر الحقيقي الذي أحدثته فكرتها.

أتاحت هذه المساحة لإسراء أن:

  • تتفاعل مباشرة مع العائلات من خلال جلسات تطبيقية.

  • تطوّر أدواتها بناءً على ملاحظات المشاركين.

  • تبني شراكات مع معلمين ومقدمي خدمات محليين.

  • تثبت استدامة الفكرة من خلال بيانات فعلية عن الطلب والتسعير وتصميم الجلسات.

وفي غضون أسابيع قليلة، تحوّلت لُطُف من فكرة إلى نموذج فعلي للتعليم الشامل.

Lutuf

أثرٌ يمتد في المجتمع

ساهمت أنشطة مركز النجاح في تعزيز علاقات إسراء مع مؤسسات محلية أخرى، وفتحت أمامها فرص تعاون وإحالات مستقبلية.
تجاوز الأثر حدود العائلات الفردية ليصبح جهداً جماعياً نحو الشمول.

عبّر الأهل الذين شاركوا في جلسات إسراء عن تغيّرات ملموسة: ثقة أكبر، روتين منزلي أفضل، وأمل متجدد.
بالنسبة للكثيرين، كانت هذه المرة الأولى التي يحصلون فيها على إرشادٍ عملي مخصص لاحتياجات أطفالهم.

مساحات صغيرة، تغييرات كبيرة

 

تُذكّرنا تجربة لُطُف بأن تحقيق الأثر المستدام لا يتطلب دائماً موارد ضخمة؛ أحياناً يبدأ الأمر بمساحة بسيطة – مكانٍ آمن لتجربة الأفكار، ومشاركة الناس، وبناء الثقة.

بالنسبة لبرنامج STEPNAU التابع لمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية (FNF)، تجسّد مثل هذه القصص جوهر الحرية في الممارسة: تمكين الأفراد من تصميم حلولهم الخاصة، ومواءمتها مع واقعهم المحلي، وخلق دوائر من التغيير تدوم بعد انتهاء أي مشروع.

Lutuf

نحو المستقبل

 

اليوم، أصبحت لُطُف نموذجاً على كيف يمكن للدعم العملي الموجّه أن يحوّل التعاطف إلى ريادة.
تواصل إسراء تطوير أدواتها وتوسيع شراكاتها والدفاع عن حق التعليم الشامل، مؤكدة أن الأفكار، حين تُمنح المساحة لتنمو، قادرة على إعادة تشكيل المجتمعات بأكملها.