كوفي توك جرش

الحوار، التنمية، وآفاق جديدة للمحافظة

حوار أخير قائم على أسئلة حقيقية

تجمع جرش بين التاريخ والناس وروح المجتمع. في 12/11 استضافت هذه المدينة الجلسة الختامية من مبادرة كوفي توك التي ينفّذها مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية لخلق مساحات حوارية مفتوحة وبسيطة وتفاعلية.
نُظّمت الجلسة بالتعاون مع منظمة آراء بلا حدود، وجمعت صانعي القرار والأصوات المحلية والمهتمين بالتنمية بهدف مشترك: فهم واقع جرش بوضوح، والنظر في مستقبلها بشكل عملي ومسؤول.

دخل المشاركون في حوار مباشر حول الأولويات، والفجوات التنموية، والخطوات المطلوبة للانتقال من الأفكار إلى التنفيذ.

افتتاح الجلسة: الاستماع قبل الحل

بدأت الجلسة بتعريف الحضور وكلمة ترحيبية من المهندس معتصم أبو حمدان، الذي دعا المشاركين إلى التعامل مع الحوار بوضوح وانفتاح.
أكّد في مداخلته أهمية الدخول في النقاش دون تصورات جاهزة، وترك المجال للتفكير الجماعي.

وعندما تحدّث عطوفة محافظ جرش الدكتور مالك خريسات، قدّم رؤية واقعية حول خصائص المحافظة وتحدياتها والفرص التي لا يجري التطرق لها غالبًا. وشدّد على أن أي جهد تنموي جاد يبدأ بفهم دقيق للواقع المحلي.

التعلّم من البيانات: رؤية جرش كما هي

شكّلت عرضية الواقع التنموي لمحافظة جرش محورًا أساسيًا في الجلسة. لم يحصل المشاركون على أرقام فقط، بل على قراءة واضحة تساعدهم في فهم:

• المؤشرات الاقتصادية واتجاهات سوق العمل

• جوانب القصور في الخدمات الأساسية

• الفرص القادرة على إحداث أثر فعلي

• موقع جرش ضمن المؤشرات الوطنية

• التحديات التي يعيشها السكان يوميًا

قدّم هذا العرض فهمًا قائمًا على الأدلة، وأتاح للمشاركين النظر بوضوح إلى نقاط القوة والضعف والفرص التي يمكن البناء عليها.

نقاش معمّق تحوّل إلى مساحة لحلّ المشكلات

مع هذا الفهم المشترك، انتقل النقاش إلى التفكير العملي. حيث تناول صانعو القرار والفاعلون المحليون والخبراء:

• الأولويات التي تتطلّب تحركًا سريعًا

• الفجوات التي تعيق التقدّم

• الفرص التي تستطيع تعزيز التنمية المحلية

• أهمية مشاركة المجتمع في صياغة الحلول

تقدّم الحوار بشكل مباشر وبنّاء، وخلق مساحة يتعامل فيها الجميع مع القضايا بواقعية. قال أحد المشاركين:
"الحوارات الواضحة تساعدنا نركّز على المهم بدل ما نضيع وقتنا في التفاصيل الجانبية."

تحويل الأفكار إلى استمرارية

اتفق المشاركون في نهاية الجلسة على تشكيل فريق متابعة يتولّى الحفاظ على الزخم الذي بدأ في كوفي توك جرش، وتنسيق الخطوات المقبلة، وضمان مواصلة العمل على الأفكار التي طُرحت.
وأضاف أحد الحضور تعليقًا مهمًا:
"ما بصير نتقدّم إذا التقينا مرّة واختفينا. الاستمرارية هي الأساس."

ختام الجلسة وبداية مسار جديد

مع اقتراب الجلسة من نهايتها، ظهر شعور واضح بالاتجاه والجدية. لم تُناقش جرش بشكل نظري، بل من خلال بيانات وحقائق وتجارب وآراء واقعية.

كانت هذه الجلسة الختامية لعام 2025 ضمن سلسلة كوفي توك، التي تنقّلت بين محافظات مختلفة لفتح مساحات للحوار. قدّمت جرش ختامًا مناسبًا—واقعيًا، مباشرًا، ومرتبطًا بأسئلة الناس اليومية.

واختصر أحد المشاركين روح الجلسة بقوله:
"لما نقعد مع بعض، نفهم تحدياتنا أكثر… ونفهم بعض أكثر."

مع اختتام هذه السلسلة لهذا العام، ينتقل العمل الآن إلى مرحلته التالية. الأفكار التي خرجت من جرش—ومن كل جلسات كوفي توك—ترسم الاتجاه للمرحلة المقبلة: حوار مستمر، رؤى مبنية على المعرفة، والتزام مشترك بخطوات تنموية عملية.

جرش ما كانت نهاية فصل؛ كانت بداية الطريق لما هو قادم.