من التعلّم إلى الريادة
تدريب عملي على الذكاء الاصطناعي و"ووردبريس" للاجئين
أُقيمت الجلسة الثانية من ورشة "MiniSTEPNAU 2025" يوم الجمعة 11 تموز/يوليو في مكتب مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية (FNF) في عمّان، بمشاركة مجموعة من الشباب اللاجئين والمجتمع المحلي. يقود الورشة رائد الأعمال اليمني ماهر الطيري، الفائز بجائزة هاكاثون STEPNAU لعام 2023، مستكملاً رحلته في نقل المهارات الرقمية العملية من خلال تدريب تطبيقي موجه لاحتياجات واقعية.
استكشاف الأدوات الرقمية
بعد وضع الأساس النظري خلال الجلسة الأولى، تمحورت الجلسة الثانية حول التطبيق العملي والتجريب. اختبر المشاركون مجموعة من المنصات والأدوات المجانية التي تُستخدم في إنشاء المواقع وتطوير المحتوى الرقمي، مع التركيز على استخدام منصة ووردبريس، حيث تعلّموا كيفية تصميم الصفحات، وتعديل القوالب، وتثبيت الإضافات (Plugins)، ما منحهم تصوراً واضحاً حول كيفية بناء مواقع خاصة بهم تلائم مشاريعهم أو أفكارهم المستقبلية.
وقال ماهر: "أردنا أن يجرّب المشاركون ما هو متاح أمامهم، فعرّفناهم على أدوات مجانية متعددة، وركّزنا على ووردبريس لكونه شائع الاستخدام وفعّال للمستقلين والمشاريع الصغيرة."
تعليم عملي قائم على المبادرة
شجّعت الجلسة المشاركين على تطوير أفكارهم الخاصة بالمواقع الإلكترونية، مع توفير توجيه فردي من ماهر وتغذية راجعة من أقرانهم. بالنسبة للكثيرين، كانت هذه المرة الأولى التي يرون فيها فكرة تتحوّل إلى مشروع ملموس على الإنترنت، مما شكّل نقلة نوعية من التعلّم النظري إلى التطبيق العملي.
وقالت إحدى المشاركات: "كنت أشعر بالضياع في السابق ولا أعرف من أين أبدأ. اليوم أصبح لدي نقطة انطلاق، وأعرف الأدوات التي أستطيع استخدامها لبناء موقعي الخاص."
مهارات تفتح أبواباً جديدة
لم تكن هذه المرحلة من التدريب مخصصة لتعلم المنصة فحسب، بل وفرت للمشاركين فهماً أعمق حول كيفية توظيف الأدوات الرقمية في تحقيق دخل، أو تنفيذ مبادرات فردية، أو دعم مشاريع مجتمعية. ومن خلال موارد مجانية ومتاحة للجميع، بدأوا في بناء قدرات رقمية قابلة للتطبيق في مختلف السياقات العملية.
خطوة بخطوة نحو التغيير المستدام
مع تبقّي جلستين إضافيتين، تقدم "MiniSTEPNAU 2025" ما هو أبعد من تدريب تقني؛ فهي تساهم في تعزيز الثقة بالنفس، وتنمية روح الاستقلالية، وتشجيع التفكير الريادي بين المشاركين. وبفضل قيادة ماهر والدعم المتواصل من مؤسسة فريدريش ناومان لتمكين اللاجئين وتعزيز ريادة الأعمال، يُظهر هذا البرنامج كيف يمكن للتعلم المجتمعي المنهجي أن يُحدث أثراً طويل الأمد وتحولاً حقيقياً في حياة الأفراد ومجتمعاتهم.