اكتشاف القوة من خلال اللعب
لعبة الأبطال الخارقين في عمّان بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، نظّمت وحدة اللاجئين في مؤسسة فريدريش ناومان للأمن والحرية – مكتب الأردن، فعالية مجتمعية تفاعلية بعنوان لعبة الأبطال الخارقين، حوّلت شوارع وسط عمّان إلى مساحة نابضة بالحياة للتعلّم والتعاون وتمكين المجتمع.
جمعت الفعالية ثلاثين مشاركًا من اللاجئين في تجربة ميدانية غير تقليدية، صُممت لتعزيز المهارات الشخصية، وبناء روح الفريق، وفتح المجال للتعبير عن القدرات الكامنة. تنقّل المشاركون بين محطات رئيسية في قلب العاصمة – بدءًا من مكتب المؤسسة، مرورًا بالساحة الهاشمية، والجامع الحسيني الكبير، ووصولاً إلى متحف "أرمت عمّان" – حيث مثّلت هذه المعالم الثقافية خلفية حيوية للحوار والتفاعل والتعلم المشترك.
لعبة ذات أهداف تنموية
تسعى لعبة الأبطال الخارقين إلى تطوير المهارات الحياتية الأساسية من خلال سلسلة من التحديات التفاعلية، تشمل الألغاز المنطقية، وتمثيل الأدوار، ومسابقات القيم، ونقاشات جماعية موجّهة. وتهدف كل منها إلى تنمية مهارات التواصل، والقيادة، والتفكير النقدي، ضمن سياق يعزز القيم الليبرالية والديمقراطية، ويشجع العمل الجماعي.
وقد عبّر شعار اليوم – "معًا نحن لا نُقهر" – عن جوهر الفعالية التي جمعت بين الترفيه والمضمون، حيث شكّل التعاون والثقة المتبادلة نقطة انطلاق لاكتشاف القوة الكامنة في العمل الجماعي.
أبرز محطات الفعالية
-
تحدي الأحجية: حيث سعى المشاركون لتكوين جمل ذات معنى من كلمات متفرقة، ضمن اختبار لقدرات التنسيق وسرعة البديهة.
-
مطاردة الرموز: نشاط جمع بين الاستكشاف والتفكير الاستراتيجي، بحثًا عن رموز تمثّل قيمًا مجتمعية للنقاش والتأمل.
-
تحدي التمثيل: من أكثر المحطات تفاعلًا، إذ جسّد المشاركون مشاهد مستوحاة من الحياة اليومية، تسلّط الضوء على قيم التعايش والتضامن.
-
محطة الحوار المفتوح: خصصت للنقاش حول مفاهيم الليبرالية والمواطنة، خاصة في سياق تجربة اللاجئين في المجتمعات المضيفة.
واختُتمت الفعالية بحفل تكريمي احتفى بإنجازات المشاركين، وروح التعاون التي سادت طوال اليوم.
وقالت ديانا، قائدة الفريق الفائز بالمركز الأول:
"هذا اليوم علّمني أننا نستطيع تحقيق الكثير عندما نثق بإمكانات بعضنا البعض."
كما علّق عيسى، أحد المشاركين:
"ذكّرني هذا اليوم بأن لدينا جميعًا نقاط قوة نغفل عنها أحيانًا – وأن تذكّرها هو بداية التغيير الحقيقي."
منصة للتبادل الثقافي
تجاوزت اللعبة الأهداف التعليمية لتكون أيضًا مساحة للحوار الثقافي والانفتاح. فقد أسهم اختيار مواقع ذات طابع تراثي، ووجود ميسّرين من المجتمع المحلي، في تعزيز التفاعل بين المشاركين ومدينة عمّان، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والرؤى.
وقالت المهندسة ليليان حداد، مصمّمة اللعبة:
"كلٌّ منا بطل في قصته. بداخلنا طاقات وقدرات غير مكتشفة، وما إن نمنح أنفسنا المساحة والفرصة، حتى نبدأ بتحقيق التغيير الحقيقي."
بالنظر إلى المستقبل
مع استمرار النزوح العالمي في إعادة تشكيل المجتمعات، تذكّرنا مبادرات مثل لعبة الأبطال الخارقين بأهمية إتاحة الفرص للأفراد للتواصل، والقيادة، والنمو. فعندما يُمنح الإنسان المساحة المناسبة، لا يكتفي بإعادة بناء حياته فحسب، بل يسهم أيضًا في دعم المجتمعات من حوله بطرق مؤثرة ومستدامة.
كما قالت المهندسة ليليان حداد، مصممة اللعبة:
"كلٌّ منا بطل في قصته. بداخل كل واحد منا تكمن قوة لإحداث التغيير — وأحيانًا، كل ما نحتاجه هو اللحظة المناسبة والمساحة الآمنة لاكتشافها."
تواصل مؤسسة فريدريش ناومان في الأردن التزامها بتوفير مساحات شاملة وتشاركية، لا يُنظر فيها إلى اللاجئين من زاوية الهشاشة فقط، بل يُنظر إليهم كصانعي تغيير يتمتعون بالصمود والابتكار.
في اليوم العالمي للاجئين — وفي كل يوم — نُجدّد إيماننا بالحرية، والكرامة، وبالقوة التحويلية التي يحملها العمل المجتمعي المشترك.