تمكين الشباب الأردني
فريدريش ناومان – الأردن تنظّم دورة شبابية بالبحر الميت
في ظل تزايد أهمية القيم الليبرالية في الخطاب المدني في المنطقة، نظّمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية – مكتب الأردن النسخة الثانية من "دورة الشباب الحرة خلال الفترة من 8 إلى 10 أيار 2025 في فندق كراون بلازا – البحر الميت، بمشاركة 26 شابًا وشابة من مختلف أنحاء الأردن، بهدف تعزيز الوعي المدني وترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية لدى الجيل الصاعد.
وقد أظهرت نتائج التقييم في نهاية الدورة ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى فهم المشاركين للقيم الليبرالية وتقبّلهم لها، مما يعكس الأثر الإيجابي العميق لهذا البرنامج التدريبي.
اليوم الأول: بناء الأسس والقيم المشتركة
افتُتحت الدورة بجلسة ترحيبية تفاعلية قدّمها خليل أبو نجمة، منسق المشاريع في مكتب الأردن، حيث ركّز على بناء الثقة وروح الفريق بين المشاركين، مما ساهم في خلق بيئة تعليمية تشاركية منذ اللحظات الأولى. كما أُجري استبيان أولي لقياس معرفة المشاركين بالقيم الليبرالية قبل انطلاق البرنامج.
في فترة ما بعد الظهر، قاد عبدالله عبده جلسة تفاعلية تناولت الفرق بين "الحقائق" و"القيم"، وتضمنت نشاطًا عمليًا قُسّم خلاله المشاركون إلى مجموعات عمل لاختيار وترتيب 40 قيمة باستخدام نماذج مختلفة لاتخاذ القرار الديمقراطي. هذا التمرين ساهم في تعميق فهمهم لآليات بناء التوافق واتخاذ القرارات ضمن بيئة ديمقراطية.
"لم ندرس الديمقراطية فقط، بل مارسناها فعليًا من خلال النقاش واتخاذ القرار المشترك، وكانت تجربة ثرية وجديدة بالنسبة لي"، كما قال أحد المشاركين.
اليوم الثاني: الليبرالية في السياق العربي
خُصّص اليوم الثاني لاستكشاف القيم الجوهرية للفكر الليبرالي وتطورها التاريخي، مع التركيز على جذورها في الفكر العربي والإسلامي. وقد أظهرت المناقشات كيف أن هذه القيم ليست غريبة عن السياق الثقافي المحلي، بل يمكن أن تكون متجذّرة فيه ومتوافقة معه.
كما قدّم عمرو النوايسة جلسة غنية تناولت النظام السياسي الأردني، وسلّط الضوء على أبرز التحولات الجارية والإصلاحات السياسية، مما مكّن المشاركين من الربط بين القيم الليبرالية والهياكل السياسية القائمة في الأردن.
وفي ختام اليوم، عُرض فيلم وثائقي تناول الأساليب التي يستخدمها القادة السلطويون في السيطرة على السلطة وإسكات المعارضة، وهو ما شكّل لحظة تأمل مهمة حول أهمية الوعي المدني وآليات الحماية الديمقراطية.
اليوم الثالث: الليبرالية والدين
تميّز اليوم الأخير بمحاضرة قدّمها الدكتور عامر الحافي حول العلاقة المعقّدة بين الليبرالية والدين. وقد تناول الموضوع من منظور فلسفي ولاهوتي، مما أثار نقاشًا غنيًا بين المشاركين، ركّز على الجوانب الأخلاقية والروحية في الفكر الليبرالي.
"تعلّمت أن التدين والليبرالية لا يتعارضان، بل يمكن أن يتكاملا في إطار إنساني مشترك"، كما عبّر أحد المشاركين.
في نهاية الدورة، أُجري تقييم شامل واستبيان ختامي لقياس أثر التدريب، حيث أظهرت النتائج تحسّنًا ملحوظًا في الفهم العام لمبادئ الليبرالية وزيادة تقبّل المشاركين لها.
أثر حقيقي وحوارات مستمرة
من خلال الجمع بين المعرفة النظرية، والتطبيق العملي، والنقاشات المفتوحة، وفّرت النسخة الثانية من "دورة الشباب الحرة" تجربة تعليمية مميّزة وملهمة. لقد ساعدت المشاركين على بناء أساس فكري متين وفهم أعمق للقيم الليبرالية، مما يمكّنهم من المساهمة بفعالية في مجتمعاتهم.
تُعد "دورة الشباب الحرة" أحد البرامج الرئيسية في استراتيجية مؤسسة فريدريش ناومان لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة، وتؤكد من خلالها التزامها المستمر بنشر قيم الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان في المنطقة.