الشباب، الحرية، والمستقبل

إلهام الشباب الأردني من خلال التعليم الليبرالي

اختتمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بنجاح النسخة الثالثة من برنامجها الرائد "دورة الشباب الحر"، بمشاركة 24 شابًا وشابة من مختلف مناطق المملكة، وذلك خلال ثلاثة أيام من الحوار المعمّق حول القيم الليبرالية، والحقوق الفردية، والمشاركة المدنية.

تجربة تعليمية تفاعلية ومتكاملة

أُقيمت الدورة في أجواء ملهمة على شاطئ البحر الميت، وهدفت إلى تقديم مدخل غير مباشر وتجريبي للفكر الليبرالي. وقد جمعت الدورة بين المعرفة النظرية والنشاطات التفاعلية، والحلقات النقاشية، والعمل الجماعي، مما أتاح للمشاركين فرصة استكشاف المفاهيم الليبرالية بأسلوب حيوي وشامل.

بناء شبكة شبابية مناصرة للحرية

تأتي هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية الأوسع لمؤسسة فريدريش ناومان في الأردن لدعم وتمكين الشباب من خلال تعزيز التفكير النقدي، وتنمية الوعي المدني، وتطوير قدراتهم على المساهمة الفعّالة في مجتمعاتهم. وتسعى المؤسسة من خلال هذه الدورات إلى بناء شبكة قاعدية من الشباب المؤمنين بالقيم الليبرالية.

انطلاقة نشطة ورؤية واضحة

انطلقت فعاليات الدورة بجلسة تعارف تفاعلية ونشاط لبناء الفرق بعنوان "Goose Chase"، قادها المدرب عبد الله عبده. وقد رحّب منسق المشاريع في المؤسسة، السيد خليل أبو نجمة، بالمشاركين، وقدم رؤية الدورة التي تركز على تعزيز الحس بالمسؤولية المدنية من خلال التعليم الليبرالي.

أبرز المحاور والجلسات

تضمّنت الدورة مجموعة من الجلسات الرئيسية التي عالجت مواضيع متنوعة، أبرزها:

• ما هي الليبرالية؟
  جلسة تأسيسية تناولت مفاهيم الحرية، والمساواة، وسيادة القانون، والحقوق الفردية.

• سيادة القانون
  جلسة متخصصة قادها الخبير القانوني الأستاذ سائد كراجة، قدّم من خلالها رؤية عملية وقانونية حول أهمية سيادة القانون في المجتمعات الديمقراطية.

• الليبرالية والدين
  حوار مقارن مع الدكتور عامر الحافي، ناقش العلاقة بين الإيمان والحرية، وشجع المشاركين على التفكير النقدي في التفاعل بين القيم الدينية والليبرالية.

• سوق القيم
  نشاط جماعي ركز على تحليل تأثير الفردانية على تشكيل المجتمعات الليبرالية.

• تحديات الأردن
  جلسة تناولت التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة في الأردن من منظور ليبرالي.

تعلم مجتمعي خارج القاعات

إلى جانب الجلسات الأكاديمية، تم تخصيص أوقات لأنشطة غير رسمية شملت عرضًا سينمائيًا وحلقات نقاشية تفاعلية، بالإضافة إلى دوائر تقييم وملاحظات ختامية ساهمت في تعميق النقاشات وتعزيز روح الفريق.

شبكة آخذة في التوسّع من الشباب الفاعلين

مع اختتام النسخة الثالثة، يكون البرنامج قد درّب حتى الآن 82 مشاركًا ومشاركة، تم اختيارهم بعناية من بين 1,130 طلبًا تم تقديمها منذ انطلاق البرنامج. هذا الإقبال الكبير يعكس اهتمام الشباب الأردني المتزايد بالخطاب الليبرالي والمشاركة المدنية.

نحو جيل جديد من المناصرين للحرية

تُعدّ هذه الدورة الثالثة ضمن سلسلة من خمس دورات تهدف إلى تأهيل جيل جديد من الشباب الليبراليين القادرين على إحداث أثر إيجابي في مجتمعاتهم. وقد اختُتم البرنامج بتوزيع شهادات مشاركة، وترك المشاركين الدورة بشغف متجدّد وثقة أكبر بدورهم في التغيير المجتمعي.

مؤسسة فريدريش ناومان: التزام مستمر بدعم الشباب والحرية

تواصل مؤسسة فريدريش ناومان التزامها بدعم التعليم السياسي والمدني للشباب كمسار استراتيجي نحو بناء مجتمع أكثر انفتاحًا وعدالة وحرية. وتبقى "دورة الشباب الحر" إحدى الركائز الأساسية لهذه الرؤية — وأثرها ما زال في بداياته.