DE

الدورة الرابعة من برنامج "الشباب الأحرار
مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة

Free youth course 4

اختتمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية (FNF) – الأردن الدورة الرابعة من برنامج الشباب الأحرار، والتي انعقدت بين 14 و16 آب 2025 في فندق هيلتون البحر الميت. وعلى مدار ثلاثة أيام، اجتمع شباب من مختلف أنحاء الأردن لبحث واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم: انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.

جمع البرنامج بين المحاضرات التفاعلية، والمحاكاة العملية، والنقاشات الجماعية، مما منح المشاركين فهماً نظرياً أعمق ومهارات عملية لمواجهة الخطاب المضلل. وبذلك، ساهمت الدورة في تحقيق رسالة المؤسسة المتمثلة في تمكين الشباب للدفاع عن القيم الليبرالية، وتعزيز الحوار الديمقراطي، وبناء ثقافة مدنية أكثر صموداً في الأردن.

اليوم الأول – الأسس المفاهيمية

استُهل البرنامج بوضع الأساس لفهم طبيعة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. بدأ المشاركون بنشاط تفاعلي لكسر الجليد ربط بين المعلومات المغلوطة وتجارب حياتية يومية، مسلطاً الضوء على سرعة انتشار المحتوى المضلل في المجتمع.

تبع ذلك جلسة حوارية تناولت التمييز بين المعلومات المضللة (التي تُنشر دون نية للإيذاء) والمعلومات المغرضة أو الموجهة عمداً للتضليل. وقد أتاحت هذه النقاشات فرصة للتفكير في كيفية تأثير هذه الظواهر على الثقة العامة، وعلى عملية اتخاذ القرار، وعلى مسار النقاش العام.

واختُتم اليوم الأول ببحث خطاب الكراهية من منظور حقوق الإنسان. واعتمد المشاركون على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية كمرجعية رئيسية لمناقشة التوازن الدقيق بين حماية حرية التعبير والوقاية من خطاب يحرض على التمييز أو العنف.

Free Youth Course 4

اليوم الثاني – الأطر القانونية والتطبيق العملي

مع انطلاق اليوم الثاني، انتقل المشاركون إلى دراسة الأطر القانونية والمعايير الدولية المتعلقة بخطاب الكراهية. وركّزت الجلسات على خطة عمل الرباط ومبادئ كامدن، واللتين تشكلان مرجعيتين أساسيتين في التمييز بين حرية التعبير المشروعة والخطاب المحظور وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان.

عمل المشاركون ضمن مجموعات لتطبيق المؤشرات الستة لخطة الرباط على حالات واقعية، ما أتاح لهم تقييم النية، والمحتوى، والسياق، والأثر المحتمل للخطاب. كما ناقشوا الآثار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمعلومات المضللة، وكيف يمكن أن تهدد تماسك المجتمع وتضعف الثقة بالمؤسسات.

من خلال هذه التمارين، تعمّق المشاركون في فهم الفروق بين خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وأدركوا في الوقت ذاته كيف يمكن أن يتقاطع الاثنان ويؤثرا بشكل مباشر على الخطاب العام.

Free Youth Course 4

اليوم الثالث – التطبيق الإعلامي العملي

تركّز اليوم الأخير على تحويل المعرفة النظرية إلى مهارات عملية. شارك الشباب في تدريبات عملية على التحقق من الأخبار من خلال نشاط “حقيقي أم زائف؟”، حيث اختبروا قدرتهم على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة. كما خاضوا محاكاة لغرف الأخبار، عملوا خلالها تحت ضغط الوقت لتحقيق التوازن بين السرعة والدقة، تماماً كما يحدث في البيئات الإعلامية الحقيقية.

بالإضافة إلى ذلك، قام المشاركون بتحليل محتوى حقيقي من وسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن أساليب التضليل وخطاب الكراهية. هذه الأنشطة منحتهم خبرة مباشرة في كيفية تفكيك السرديات المضللة والوقوف في وجهها في الفضاء الرقمي.

واختُتم البرنامج بجلسة عصف ذهني وتبادل للانعكاسات الشخصية، حيث عرض المشاركون ما اكتسبوه من رؤى وخبرات يمكن توظيفها في حياتهم ومجتمعاتهم. وفي الختام، تم تسليم شهادات المشاركة، تتويجاً لثلاثة أيام من التعلّم والتفاعل.

Free Youth Course 4

أبرز النتائج

  • تعزيز مهارات التحقق: اكتسب المشاركون قدرة أوضح على التمييز بين المحتوى الصحيح والمضلل، لا سيما في البيئة الرقمية.

  • الإلمام بالمعايير الدولية: تعرّف الشباب على أدوات قانونية وأخلاقية لتقييم خطاب الكراهية وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان.

  • القدرة على مواجهة الخطاب الشعبوي: طوّر المشاركون مهارات نقدية لتحليل الخطابات التي تستغل المخاوف والانقسامات المجتمعية.

  • بناء شبكة شبابية ليبرالية: أسهم البرنامج في توطيد الروابط بين الشباب الليبرالي في الأردن، بما يمكّنهم من التعاون في مبادرات مستقبلية.

أثبتت الدورة الرابعة من برنامج الشباب الأحرار أنها ليست مجرد تدريب، بل منصة لتمكين الشباب الأردني من حماية قيم الحرية، ومواجهة التحديات التي يفرضها التضليل وخطاب الكراهية، والمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ الحوار الديمقراطي.