DE

٧ أسئلة مع ليليان حداد
تمكين المجتمعات اللاجئة في الأردن

Lilian Haddad

 

في زمن أصبح فيه معنى "الحرية" أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، جلسنا مع ليليان حداد، مديرة مشروع برنامج اللاجئين في مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية في الأردن.
من خلال تأملاتها، تشاركنا ليليان رؤيتها حول الدوافع التي تحفز عملها، والتحديات والمكافآت التي تواجهها، والتأثير القوي للإيمان بالتغيير الصغير والمستمر.

إليكم ما قالته:

١. ما أول ما يتبادر إلى ذهنك عند سماع كلمة "حرية"؟

"الحرية مفهوم معقد وشخصي للغاية. فهي ليست قالباً واحداً يناسب الجميع، بل تختلف من شخص لآخر. بالنسبة لي، تتجسد الحرية في مواءمة مبادئنا ومعتقداتنا وتصرفاتنا لنجد المسار الذي نشعر فيه أننا أحرار حقاً. الحرية تعني أيضاً الخيارات والمسؤوليات، وكيفية الحفاظ على التزامنا تجاه أنفسنا حتى وسط ضغوط الحياة. إنها مفهوم عميق وشامل، يصعب تعريفه، لكنه جوهري في كيفية تعاملنا مع العالم."

٢. ما الذي ألهمك للعمل مع المجتمعات اللاجئة؟

"أؤمن بأن كل عمل، مهما كان صغيراً، قادر على إحداث أثر دائم، تماماً كأثر الفراشة. العمل مع المجتمعات اللاجئة ليس مجرد مصدر إلهام، بل مسؤولية. سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الإقليمي، يدفعني الأمل بإحداث فرق، مهما كان بسيطاً، في حياة شخص ما، خاصةً لأولئك الذين واجهوا الشدائد. تصميم برامج هادفة، وبناء علاقات شخصية، ومشاهدة أي تحسن، ولو بسيط، في حياة أحدهم، كلها أمور تذكرني بأهمية هذا العمل."

٣. كيف يبدو يوم عملك المعتاد؟

"عملي ديناميكي ومنظم بدرجة عالية. يشمل التواصل اليومي مع الشركاء، والشباب اللاجئين، والزملاء من مختلف الفرق كفريق المالية وفريق الاتصال وغيرهم. التخطيط عنصر أساسي؛ حيث أنظم يومي وأسبوعي وشهري لضمان أن تكون المشاريع مبنية على احتياجات حقيقية وتحقق نتائج ملموسة. من أكثر الأجزاء التي أحبها في عملي تصميم مشاريع جديدة بعد إجراء تقييمات دقيقة للاحتياجات، ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع بنجاح."

٤. ما اللحظة التي بقيت محفورة في ذاكرتك من خلال عملك؟

"يصعب اختيار لحظة واحدة فقط. إلا أن أكثر اللحظات تأثيراً بالنسبة لي هي تلك التي تأتي في نهاية كل مشروع، عندما يشارك المشاركون كيف تغيرت حياتهم. عندما أسمع أحدهم يقول إن فكرة المشروع ساعدته على تغيير واقعه، أو أرى ابتسامتهم الصادقة عند تحقيق إنجاز ما، أشعر بمدى عمق التأثير. هذه اللحظات تبقى معي، فهي تبرهن أن الأثر يستمر حتى بعد انتهاء المشروع رسمياً."

٥. ما الصورة النمطية عن اللاجئين التي تتمنين لو يتم تحديها أكثر؟

"الصورة النمطية بأن اللاجئين عبء على المجتمعات. خلال جلسات الحوار التي نعقدها مع المجتمعات المحلية، يظهر هذا التصور كثيراً. ولكن الحقيقة أن اللاجئين يضيفون قيمة حقيقية، فهم يجلبون معهم قوة الصمود والمهارات والمساهمات القيمة. عندما تُتاح لهم الفرصة، فإنهم يثرون المجتمعات التي يعيشون فيها."

٦. كيف يدعم مكتب مؤسسة فريدريش ناومان في الأردن اللاجئين؟

"في مؤسسة فريدريش ناومان، وخاصة من خلال وحدة اللاجئين، نركز على بناء المهارات، سواء التقنية أو غير التقنية. نعمل على تمكين اللاجئين من خلال مبادرات التوظيف الذاتي، وحملات المناصرة، وبرامج تعزز الاستقلال المالي والفكري والاجتماعي. هدفنا ليس فقط تقديم دعم قصير الأمد، بل مساعدة اللاجئين على الاندماج في المجتمعات المحلية وإعادة بناء حياتهم بشكل مستدام."

٧. إذا استطعت توجيه رسالة واحدة لكل لاجئ يشاهد هذا اللقاء، ماذا ستكون؟

"لقد لمست بنفسي قدرات الشباب اللاجئين من الجنسين، وأود أن أقول لهم: استمروا. التحديات موجودة في كل مكان، لكن لديكم القوة والقدرة على إحداث التغيير. ركزوا على تنمية مهاراتكم، آمنوا بأفكاركم، ولا تفقدوا الأمل أبداً. أنتم قادرون على تحقيق إنجازات عظيمة."

من خلال عملها، تذكرنا ليليان حداد أن التغيير الحقيقي يبدأ بالإيمان — بالنفس، وبالآخرين، وبقوة الإصرار.
كل جهد صغير له أثر، ومعاً يمكننا بناء مستقبل تصبح فيه الحرية والفرص متاحة للجميع.